تعتبر أنظمة الدفع الصوتي وتلك التي تستخدم رموز الاستجابة السريعة (QR) من بين أحدث التقنيات التي طرأت على المجال العام مؤخرًا. وبرغم استخدامها على نطاق واسع لإجراء المدفوعات في جميع أنحاء العالم، لا يزال كثيرون يجهلون عنها أو عن آلية عملها.
إذا كنت تريد معرفة مزيد من المعلومات عن أنظمة الدفع الصوتي، وتلك التي تعتمد على رموز الاستجابة السريعة، تابع قراءة هذه المقالة.
QR هو اختصار لعبارة Quick Response، والتي تعني الاستجابة السريعة. أكواد QR هي رموز شريطية ثنائية الأبعاد تحتوي على معلومات محددة. تُستخدم هذه الأكواد في تخزين المعلومات مثل بيانات الاتصال، الصور، ومعلومات الدفع، والعديد غيرها. يمكن مسح هذه الأكواد بسهولة باستخدام كاميرات الهواتف الذكية، وهو ما يوفر وصولاً أسهل وأسرع إلى المعلومات المطلوبة مقارنةً بكتابة التفاصيل يدويًا.
أصبحت رموز الاستجابة السريعة في الآونة الأخيرة أحد الوسائل الشائعة لإجراء المدفوعات. تعمل هذه الطريقة بصورة تشبه ماكينات نقاط البيع (POS) التقليدية، وبذلك تتيح لأي شخص إنجاز عملية الدفع بسهولة من خلال مسح رمز QR ضوئيًا باستخدام كاميرا هاتفه الذكي.
تُخزِن رموز الاستجابة السريعة معلومات عن كلاً من مزود الدفع والتاجر. بمجرد مسح الرمز بواسطة الكاميرا، يظهر إشعار فوري لبدء عملية الدفع. في الخطوة التالية تظهر شاشة أمام مزود الدفع تمكنه من إدخال التفاصيل وإكمال المعاملة.
الدفع الصوتي هو تقنية تسمح لك بإجراء المدفوعات بدون تلامس عبر الموجات الصوتية. تعمل أنظمة الدفع الصوتي على أساس تكنولوجيا اتصالات المجال القريب (NFC)، وهي تقنية عالية التردد وقصيرة المدى تسمح بالتبادل اللاسلكي للبيانات بين أجهزة مختلفة.
لا يعتمد الدفع الصوتي على منصة معينة، كما لا يتطلب وجود أي أجهزة. يسمح النظام بإجراء المدفوعات عبر العديد من الأجهزة المتنوعة، بما في ذلك ماكينات نقاط البيع والهواتف الذكية وماكينات قراءة البطاقات.
عند استخدام أنظمة الدفع الصوتي، يتفاعل العميل مع البائع منذ بدء عملية الدفع. يقبل البائع العرض لإتمام المعاملة ثم يطلب من المشتري الدفع، وينتج عن هذا التفاعل تحويل مبلغ الدفع باستخدام الأوامر الصوتية، والتي قد تكون مسموعة أو غير مسموعة.
برغم ذلك، يتطلب إتمام معاملة الدفع أن يكون كلا الجهازين مزودين بتقنية NFC، حيث يُشترط أن تكون هذه الميزة مُفعلة حتى يتسنى تنفيذ خطوات الدفع الصوتي.
تعتبر كلاً من رموز الاستجابة السريعة (QR) وعلامات NFC تقنيات متشابهة، لأن كلاهما يوفر ميزة المدفوعات غير التلامسية، فضلاً عن كونها طرق سريعة وسهلة لإنجاز المعاملات المالية.
برغم ذلك، هناك سمات مختلفة لكلا التقنيتين. على سبيل المثال، تعتبر علامات NFC أسرع مقارنةً برموز الاستجابة السريعة. لا يحتاج القائم بالدفع سوى توجيه هاتفه بالقرب من ملصق NFC لإنجاز عملية الدفع بشكل فوري. يختلف الأمر عند الدفع باستخدام رموز QR، حيث يحتاج المستخدم إلى فتح الكاميرا وتمرير الهاتف حول الكود لمسحه ضوئيًا، ثم الانتظار حتى يتعرف عليه الماسح الضوئي وتحليله والانتقال إلى الصفحة المطلوبة لإجراء المعاملة.
ولكن على الجانب الآخر، تتميز رموز الاستجابة السريعة بأنها متاحة على نطاق واسع مقارنةً بخيارات الدفع الصوتي. يعزى ذلك إلى أن ماسحات رموز QR متوفرة في جميع الهواتف الذكية تقريبًا، وذلك مقارنةً بوجود عدد أقل من الهواتف التي يمكنها التفاعل مع علامات NFC.
تحظى أنظمة الدفع الصوتي، وتلك التي تستخدم رموز الاستجابة السريعة بانتشار واسع وسريع في الإمارات. تم إنشاء محفظة الجوال payit لتكون أول نظام للدفع باستخدام رموز الاستجابة السريعة في الإمارات. وتحوز المحفظة قصبة السبق أيضًا في مجال تقديم أنظمة الدفع الصوتي.
يستطيع جميع المستخدمين الوصول إلى المحفظة طالما كانت لديهم هوية إماراتية سارية ورقم جوال. كما يستطيع المقيمون في الإمارات الاستفادة من هذا النظام بغض النظر عن البنك الذي يتعاملون معه، بل يمكنهم استخدام المحفظة حتى إذا لم يكونوا مرتبطين بأي بنك. تتميز محفظتنا الإلكترونية بأنها متعددة الوظائف والاستخدامات، فضلاً عن تقديم العديد من المزايا المفيدة والمتنوعة.
على سبيل المثال، يستطيع المقيمون في الإمارات العربية المتحدة إرسال الأموال واستلامها على الفور في أي وقت من اليوم عبر محافظهم الإلكترونية. كما يستطيع هؤلاء دفع الفواتير وإجراء المدفوعات المختلفة عبر تطبيقات التجار الشركاء ومواقع الويب باستخدام رموز الاستجابة السريعة أو أنظمة الدفع الصوتي المرتبطة بالمحفظة الإلكترونية. وعلاوة على ذلك، يتميز النظام بتنوع خدماته التي يمكن الوصول إليها عبر أكثر من 1500 منفذ تنتشر في جميع ربوع الإمارات.
يتم تحويل الأموال إلى محفظة payit الإلكترونية عبر العديد من طرق الدفع. على سبيل المثال، يمكن تحويل الأموال من الحساب البنكي للمستخدم، أو شحن المحفظة باستخدام أي بطاقة خصم أو بطاقة مسبقة الدفع، بشرط أن تكون صادرة من الإمارات.
أصبح وصول المستخدمين إلى أنظمة الدفع الصوتي وتلك التي تعتمد على أكواد الاستجابة السريعة أكثر انتشارًا في الإمارات خلال الآونة الأخيرة. وأصبحت المدفوعات باستخدام هذه الوسائل مقبولة لدى ماكينات نقاط البيع (POS) وأجهزة الدفع عند المغادرة (POD)، أجهزة تسجيل النقود الإلكترونية، وحتى الهواتف المحمولة للتجار.
تتمثل أحد الأهداف الرئيسية للمبادرات التي تنطوي على أنظمة الدفع الصوتي ورموز الاستجابة السريعة في تحويل دولة الإمارات إلى اقتصاد غير نقدي من خلال إنجاز المعاملات المالية بشكل رئيسي عبر الوسائل الرقمية.
توفر أنظمة الدفع الصوتي وتلك التي تستخدم رموز الاستجابة السريعة (QR) عدد لا حصر له من المزايا. نستعرض فيما يلي بعض ميزات هذه الأنظمة المتطورة.
تعتبر أنظمة الدفع الصوتي وتلك التي تعتمد على رموز الاستجابة السريعة من بين الطرق الأكثر أمانًا لإنجاز معاملات الدفع.
توفر رموز الاستجابة السريعة (QR) طبقتين من الأمان:
بطاقة الائتمان/الخصم: عند إجراء عملية دفع باستخدام رمز QR، فإن المعاملة يتم توجيهها إلى إحدى شبكات بطاقات الدفع العالمية مثل ماستركارد أو فيزا. يضمن ذلك إجراء المعاملة بشكل مستقر وآمن.
الترميز: يتم ترميز وتشفير المدفوعات التي تتم باستخدام رموز QR. يضمن ذلك عدم تخزين بيانات الدفع أو المعلومات الشخصية لدى التاجر.
الاستعانة بهذه البروتوكولات الأمنية يجعل من الصعب للغاية على اللصوص قرصنة معلومات الدفع. بعبارة أخرى، يساعد استخدام أكواد QR في الحفاظ على خصوصية المستخدم ويقلل احتمالات تعرضه للسرقة والاحتيال.
تعتبر أنظمة الدفع الصوتي أيضًا واحدة من أكثر الطرق أمانًا لإنجاز المعاملات المالية. وكما أشرنا آنفًا، يستخدم هذا النظام تكنولوجيا NFC، وهي تقنية تعتمد على قنوات آمنة تمامًا يتم من خلالها تشفير المعلومات الحساسة مثل أرقام بطاقات الائتمان.
ويعتبر التشفير ومحدودية نطاق التعامل من بين المزايا الرئيسية لهذه التقنية. يتم تأمين البيانات المشفرة لحماية المستخدم من الوصول غير المصرح به لمعلوماته الخاصة والحساسة. وعلاوة على ذلك، يستطيع المستخدم تعزيز الأمان باستخدام كلمات المرور وتثبيت تطبيقات مكافحة الفيروسات.
تتميز كلا طريقتي الدفع بأنها متنوعة ومتعددة الاستخدامات. على سبيل المثال، يمكن استخدام كلا الطريقتين لإجراء المعاملات عبر آلات تمرير البطاقات، الهواتف الذكية، الهواتف ذات القدرات البسيطة، ماكينات نقاط البيع، وماكينات الدفع عند المغادرة، وذلك بفضل توافقها مع جميع هذه التجهيزات.
تساعد أنظمة الدفع الصوتي وتلك التي تعتمد على رموز الاستجابة السريعة في توفير الوقت بشكل ملحوظ، حيث يسمح كلاهما بإنجاز عمليات الدفع بسرعة وسلاسة. هذه الميزة تصبح أكثر فائدة بشكل خاص عند التسوق، حيث يعتبر الانتظار في طوابير طويلة أحد المشاكل الكبرى في هذا المجال. يختلف الأمر عند استخدام أنظمة الدفع غير التلامسية، حيث تساعد على تسريع عملية الدفع وإنشاء نظام للسداد والدفع الفوري.
برغم المزايا العديدة التي توفرها أنظمة الدفع الصوتي ورموز الاستجابة السريعة، ولكن لا يزال يصاحب استخدامها بعض السلبيات. يمكن سرد بعض هذه العيوب على النحو التالي.
عند مسح رموز الاستجابة السريعة، لن تعرف على وجه اليقين إلى أين سيقودك هذا الكود. وبرغم أن معظم أكواد QR موثوقة، ولكن قد يأخذك البعض منها إلى مواقع بها مخاطر أمنية أو حتى تثبيت فيروسات ضارة في هاتفك. لسوء الحظ، لا يمكنك أن تعرف بشكل مسبق ما هو الموقع أو التطبيق الذي يرتبط به رمز الاستجابة السريعة سوى بعد مسحه ضوئيًا.
تعتمد أنظمة الدفع الصوتي وتلك التي تستخدم رموز الاستجابة السريعة بشكل كامل على العمل من خلال الهواتف الذكية. وبرغم أن هذا الأمر لا غبار عليه بالنظر إلى انتشار استخدام الهواتف الذكية، ولكن قد ينطوي على بعض العيوب.
على سبيل المثال، لن يكون بمقدورك إجراء الدفع باستخدام الأنظمة الصوتية ما لم يكن هاتفك مزودًا بتقنية NFC. أيضًا إذا نسيت هاتفك في المنزل، أو نفذت بطاريته، لن يكون بمقدورك إجراء أي معاملات.
ينطبق نفس الشيء على رموز الاستجابة السريعة، حيث لا يمكن مسحها إلا إذا كان هاتفك مجهزًا بخاصية الماسح الضوئي وكانت البطارية تعمل بكفاءة. وقد يؤدي انخفاض طاقة البطارية إلى إبطاء إجراء المعاملة.
حظيت أنظمة الدفع الصوتي وتلك التي تعتمد على رموز الاستجابة السريعة بانتشار واسع في الإمارات خلال الآونة الأخيرة. ونتوقع زيادة معدل الانتشار بوتيرة متسارعة في المستقبل، لاسيما مع ظهور تطبيقات متطورة مثل payit، والتي تُسهل وصول كلاً من المستهلكين والتجار إلى تلك الطرق الحديثة وتطبيقها في متاجرهم عبر الإنترنت. وعلاوة على ذلك، سيؤدي استخدام تقنيات الدفع عبر الصوت ورموز الاستجابة السريعة في نهاية المطاف إلى تعزيز الاقتصاد غير النقدي في الإمارات العربية المتحدة، والذي سيتم في إطاره إنجاز جميع الأعمال والمبيعات بصورة رقمية تمامًا.