أدى اختراع الخدمات المصرفية عبر الإنترنت إلى إحداث طفرة في الإجراءات الطويلة والمملة لتحويل الأموال، ليجعل منها في نهاية المطاف عملية تتسم بالسرعة والأمان. ووفقًا لتقرير نيلسون، تجرى حوالي 1.01 مليار معاملة لتحويل الأموال في جميع أنحاء العالم.
وبرغم المزايا العديدة لتحويل الأموال عبر الإنترنت، فنحن على دراية بأن هذه العملية قد تتأخر أحيانًا أكثر من المعتاد.
تناقش هذه المقالة 10 أسباب قد تؤدي إلى تأخير عمليات تحويل الأموال عبر الإنترنت وتجعلها تستغرق فترة طويلة في كثير من الأحيان.
دعنا نبدأ بالإجابة على هذا السؤال الذي يتردد كثيرًا، لماذا يستغرق تحويل أموالك عبر الإنترنت وقتًا طويلاً؟ الإجابة بسيطة للغاية، الغرض من إطالة وقت التحويل هو منع الاحتيال. تلجأ البنوك إلى إبطاء عملية التحويل عمدًا لحماية المعاملة برمتها وضمان سلامة الأموال.
تنقسم عملية التحويل إلى عدة خطوات حيث يرسل البنك التحويلات المالية على دفعات إلى أحد بيوت المقاصة الآلية. يقوم بيت المقاصة بفرز وترتيب المعاملات وإرسالها إلى البنك المستلم. يستغرق هذا الأمر عادةً من ساعتين إلى أربع ساعات، وفي كثير من الأحيان يتم تحويل المبلغ إلى بنك المستلم في نفس اليوم.
برغم ذلك، يحدث في أيام أخرى تأجيل إرسال التحويل حتى اليوم التالي. على سبيل المثال، إذا أرسلت الأموال ليلة الثلاثاء، فإنها تصبح عادة متاحة لاستلامها يوم الأربعاء.
أنت الآن على دراية بالسبب الذي يؤدي إلى تأخير الحوالات المالية عبر الإنترنت. ولكن ماذا عن الحوالات التي تستغرق فترة أطول من المعتاد؟ في هذه الحالات، يمكن أن يعزى تأخر التحويل المالي إلى الأسباب المذكورة أدناه:
أحد الأسباب البسيطة التي قد تؤدي إلى تأخير معاملة التحويل المالي عبر الإنترنت هي العطلات الرسمية. تقوم البنوك بمعالجة حوالتك خلال أيام العمل فقط، وبالتالي ستظل أموالك معلقة حتى يعيد البنك فتح أبوابه بعد انقضاء الإجازة.
يعتمد الأمر برمته على البنك، حيث أن بعض البنوك تُغلق أبوابها بالكامل، فيما تعمل بعض البنوك الأخرى بشكل جزئي.
لتجنب هذا التأخير، يمكنك إجراء بحث عن العطلات الرسمية في بلد المرسل والمرسل إليه. على سبيل المثال، إذا كنت سوف تستلم أموالاً بالروبية الهندية، فسيتعين عليك أن تضع في اعتبارك عطلات القطاع المصرفي في الهند.
وبالمثل، إذا كنت ستتلقى أموالك بالدرهم الإماراتي، فيجب أن تكون على دراية بتواريخ الإجازات الرسمية في دولة الإمارات العربية المتحدة. إجراء بحث بسيط عبر جوجل سيكون كافيًا للتعرف على عطلات البنوك في مختلف البلدان.
يحدث في بعض الأحيان أن تأتي العطلات بشكل متتابع، ما يؤدي إلى إطالة فترة تحويل الأموال. على سبيل المثال، قد تكون هناك عطلة رسمية في بلد المرسل، وفي اليوم التالي عطلة أخرى في بلد المستلم.
أحد الأسباب الأخرى الشائعة لتأخر التحويلات المالية هو اختلاف الأطر الزمنية التي تمليها القوانين التنظيمية. بالنسبة لمعظم البنوك، يتم تحويل الأموال خلال إطار زمني يتراوح في المتوسط من 3 إلى 4 أيام. ولكن في حالات أخرى، قد يطول أو يقصر هذا الإطار الزمني.
ولهذا السبب، من الضروري أن تتأكد عند إرسال أو استلام الأموال من إجراء بعض الأبحاث حول الأطر الزمنية التنظيمية السارية في البلدان المعنية. التعرف على هذه المعلومات الأساسية سيساعدك في توقع الفترة الزمنية التي يستغرقها تحويل أموالك عبر الإنترنت.
برغم أن هذا الأمر نادر الحدوث، ولكن قد يتأخر تحويل الأموال لبعض الوقت إذا كانت الفجوة بين المناطق الزمنية كبيرة للغاية، خصوصًا عند استلام الأموال من إحدى البنوك الدولية.
على سبيل المثال، إذا كنت تستلم أموالاً مرسلة عبر الإنترنت من بنك في الولايات المتحدة بينما أنت متواجد في الإمارات، فسوف يتعين عليك الانتظار حتى يعيد البنك الأمريكي فتح أبوابه بسبب اختلاف التوقيت.
لا يوجد أمامك في هذه الحالة خيار آخر سوى الانتظار طالما كان مستلم الأموال والمرسل يعيشان في بلدان مختلفة.
يلعب توقيت بدء التحويل دورًا في تسريع إتمام المعاملات عبر الإنترنت. على سبيل المثال، إذا افترضنا أن توقيت بدء معاملتك يقع خارج ساعات العمل الرسمية، سيؤدي ذلك إلى إطالة الفترة التي يستغرقها إنجاز التحويل بسبب إرسال الأموال بعد انتهاء ساعات العمل.
وحتى إذا تم بدء المعاملة قبيل نهاية يوم العمل، فعلى الأرجح لن يتم معالجتها سوى مع بداية يوم العمل التالي. يعزى ذلك إلى أن ساعات عمل معظم البنوك تكون قصيرة حيث تنتهي عادةً في فترة ما بعد الظهيرة.
وعلاوة على ذلك، تُغلق غالبية البنوك أبوابها في عطلة نهاية الأسبوع. ولهذه الأسباب، إذا كنت تنوي تحويل الأموال حاول إجراء معاملتك خلال ساعات العمل الرسمية للبنك حتى تضمن عدم تأخيرها.
تعتبر عطلات نهاية الأسبوع واحدة من الأسباب الرئيسية التي تفسر الفترة الطويلة التي تستغرقها عملية تحويل الأموال عبر الإنترنت.
على سبيل المثال، إذا كنت تعيش في الإمارات وأرسلت أموال بعد يوم الخميس، فسوف يتعين عليك الانتظار يومين كاملين قبل تحويل المبلغ.
ضع في اعتبارك أيضًا أن عطلات نهاية الأسبوع تختلف من بلد إلى آخر. على سبيل المثال، فإن أيام العمل الأسبوعية للبنوك في باكستان تتطابق مع نظيرتها في الولايات المتحدة، أي من الاثنين إلى الجمعة. على العكس من ذلك، فإن أيام العمل الأسبوعية في بلدان مثل الإمارات وقطر تبدأ من الأحد حتى الخميس. وفي كل الأحوال، يتعين عليك التأكد من مواعيد العطلة الأسبوعية في بلد المرسل والمستلم لتجنب تأخير إرسال التحويل بسبب بدء المعاملة خارج أيام العمل الرسمية.
إذا كنت تعيش أنت أو المرسل في بلد يفرض قوانين صارمة فيما يتعلق بتحويل الأموال عبر الإنترنت، فلن يكون بيدك أي شيء تفعله لتجنب هذا التأخير. تطبق بعض البنوك قواعد ولوائح صارمة بسبب الضغوط التنظيمية التي تواجهها من الحكومة أو السلطات الرقابية.
عند إرسال أو استلام الأموال عبر الإنترنت، سيتعين عليك مراعاة الأمور التنظيمية والقانونية التالية. أولاً، يجب أن تعرف الحدود الدنيا والقصوى للمعاملات، والتي تختلف من بلد لآخر. تفرض بعض البلدان حد أقصى لقيمة التحويل اليومي أو الأسبوعي أو الشهري.
يتعلق الأمر الثاني بمتطلبات الإفصاح، وهو يعتمد أيضًا على ما إذا كنت الطرف المرسل أو المستلم للأموال، حيث تنطبق معايير مختلفة في كل حالة. وبشكل عام، تطلب سلطات الرقابة المالية مزيدًا من المعلومات عند إرسال مبلغ يتجاوز 10,000$. سنناقش هذا الأمر بمزيد من التفصيل لاحقًا.
عدم الالتزام بالقواعد المذكورة يعني أن تأخير وصول تحويلك أو رفض معاملتك برمتها لن يكون قرارًا مفاجئًا. ضع في اعتبارك أن بلدان مثل كوريا الشمالية وإيران وكوبا تفرض قيود أكثر صرامة قد تؤجل عمليات الدفع.
أحد الأمور التي قد تفسر الفترة الطويلة التي يستغرقها معالجة عمليات التحويل الدولية هو عدم اكتمال التفاصيل المتعلقة بحوالتك، سواء بشكل كلي أو جزئي. بغض النظر عن الوسيط أو التطبيق الذي تستخدمه في إرسال الأموال، فإن نقص المعلومات الرئيسية أو عدم دقتها سيؤدي إلى تأخير حوالتك بأكثر من المعتاد.
تطبق بعض المؤسسات معايير مختلفة للتحقق من هوية المرسل والمستلم. تأتي هذه الإجراءات عادةً في إطار محاولات منع الاحتيال التي أشرنا إليها آنفًا وتأمين معاملة التحويل إلى أقصى حد ممكن.
وكما أشرنا، تطبق المؤسسات المالية معايير مختلفة في هذا الصدد، ولكنها تطلب عادةً بطاقة هوية صادرة من جهة حكومية، إثبات عنوان السكن، ورقم الضمان الاجتماعي. ولهذا من المفيد الاحتفاظ بنسخ ممسوحة ضوئيًا لهذه الوثائق على هاتفك المحمول أو الحاسب المكتبي.
لاحظ أنك قد تواجه إجراءات أكثر صرامة للتحقق من هويتك عند إرسال مبالغ كبيرة، خصوصًا تلك التي تتجاوز 10,000 دولار أمريكي. على سبيل المثال، سيتعين عليك إبراز إثبات لمصدر الأموال، وإيضاح سبب تحويلها، وقد يُطلب منك تقديم بعض الوثائق قبل الموافقة على المعاملة.
تأكد من إدخال معلومات دقيقة عند إرسال الأموال إلى أي شخص في العالم، لأن دقة البيانات تعتبر أحد الضوابط الهامة لإيصال الأموال إلى وجهتها دون مشاكل.
قد تلعب عملة التحويل في بعض الأحيان دورًا في تأخير وصول الحوالة المالية. على سبيل المثال، إذا كنت ترسل عملة أجنبية مثل الروبية الباكستانية إلى الولايات المتحدة، أو اليوان الصيني إلى أستراليا، أو الين الياباني إلى أوروبا، إلخ. في هذه الحالة، سيتعين عليك الانتظار بعض الوقت حتى يتم فرز معاملتك وإجراء عمليات التحويل الضرورية بين العملات المختلفة.
إذا كان المرسل والمستلم يعيشان في بلدان لازالت تستخدم أنظمة بنكية عفا عليها الزمن، فقد يكون ذلك سببًا رئيسيًا في إبطاء عملية تحويل الأموال عبر الإنترنت.
السبب الأخير الذي يؤدي إلى أن يستغرق تحويلك للأموال عبر الإنترنت فترة أطول من المعتاد هو أن معاملتك تثير شكوكًا لدى السلطات الرقابية، ما قد يدفعها إلى التحقيق بشأنها. وبحسب البنك والبلد الذي ترسل الأموال منه، قد تكون هناك أسباب تنظيمية وراء تعليق تحويلك ووضعه قيد التحقيق.
استعرضنا في السطور السابقة كافة الأسباب التي يمكن أن تفسر التأخير الذي قد يحدث عند تحويل أموالك عبر الإنترنت. وفي كل الأحوال، إذا لم تستلم أموالك في غضون سبعة أيام عمل، سيتعين عليك الاتصال بالبنك وسؤاله عن حالة الحوالة التي أرسلتها.